قلق أمريكي متزايد من تداعيات إسرائيلية على سوريا
في تحول لافت يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، أعربت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقها العميق من أن تؤدي التحركات الإسرائيلية المتزايدة في سوريا إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار القائمة، وتقويض الجهود المبذولة للوصول إلى حل أمني دائم في البلاد. هذا القلق، الذي تم الكشف عنه الاثنين، يمثل إشارة واضحة إلى أن واشنطن ترى خطرًا حقيقيًا من أن تصبح سوريا ساحة لمواجهة غير مباشرة بين إسرائيل وقوى أخرى، مما يعقد بشكل كبير المشهد السياسي والعسكري المعقد بالفعل.
ما الذي يقلق واشنطن تحديدًا؟
لم تفصح الإدارة الأمريكية عن تفاصيل محددة حول التدخلات الإسرائيلية التي تثير قلقها، لكن يُفترض أنها تشير إلى سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع يُزعم أنها تابعة لميليشيات موالية لإيران في الأراضي السورية. تعتبر إسرائيل هذه الميليشيات تهديدًا لأمنها القومي، وتؤكد أنها لن تسمح لها بترسيخ وجودها بالقرب من حدودها. لكن واشنطن تخشى أن تؤدي هذه الغارات إلى رد فعل انتقامي، وأن تتصاعد المواجهة بشكل خطير، مما يهدد بتقويض الاستقرار الهش الذي يسود سوريا.
السياق الإقليمي المعقد
يأتي هذا القلق الأمريكي في سياق إقليمي مضطرب، حيث تتنافس قوى إقليمية ودولية على النفوذ في سوريا. فإلى جانب إسرائيل وإيران، تلعب روسيا وتركيا أيضًا دورًا رئيسيًا في تحديد مستقبل سوريا. كما أن وجود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لا يزال يشكل تهديدًا مستمرًا، على الرغم من خسارته لمعظم الأراضي التي كان يسيطر عليها. في ظل هذه الظروف، تخشى واشنطن من أن تؤدي أي تصعيد إضافي إلى إشعال فتيل حرب أوسع نطاقًا، وأن تعرقل الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
فرص التوصل إلى اتفاق أمني مهددة
تؤكد الإدارة الأمريكية أن التدخلات الإسرائيلية قد تقوض فرص التوصل إلى اتفاق أمني شامل في سوريا. تشير مصادر دبلوماسية إلى أن واشنطن كانت تعمل بشكل سري على التوسط بين إسرائيل وإيران، بهدف التوصل إلى تفاهمات حول الملف السوري. لكن هذه الجهود قد تتعثر إذا استمرت إسرائيل في تنفيذ غاراتها الجوية، أو إذا ردت إيران عليها بشكل مباشر.
- تأثير على المفاوضات: قد يؤدي التصعيد إلى تجميد أي مفاوضات مستقبلية.
- زيادة التوترات: يزيد من احتمالية تدخل أطراف أخرى في الصراع.
- تأثير إنساني: يهدد حياة المدنيين ويزيد من الأزمة الإنسانية.
موقف الولايات المتحدة
تتبنى الولايات المتحدة موقفًا حذرًا في سوريا، وتسعى إلى تحقيق توازن بين حماية مصالحها الخاصة، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. في الوقت نفسه، تحرص واشنطن على عدم الانخراط في مواجهة مباشرة مع إيران أو روسيا. ويبدو أن الإدارة الأمريكية تحاول الآن إقناع إسرائيل بضبط النفس، وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تصعيد الموقف. لكن يبقى السؤال هو ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح في منع سوريا من الانزلاق إلى حرب جديدة.