أوكرانيا: لا نريد تهدئة مع روسيا بل سلاما حقيقيا

أوكرانيا ترفض التسويات الجزئية وتصر على سلام دائم مع روسيا

في تصريح قوي يعكس عزيمة كييف المتجددة، أعلن وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، رفض بلاده لأي تسوية مؤقتة أو “تهدئة” مع روسيا، مؤكداً أن أوكرانيا تسعى إلى “سلام حقيقي” شامل ودائم. جاء هذا الإعلان خلال كلمة ألقاها الوزيخ الأوكراني أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مما يمثل رسالة واضحة للمجتمع الدولي حول موقف أوكرانيا الثابت في مواجهة العدوان الروسي المستمر.

ماذا يعني “السلام الحقيقي” بالنسبة لأوكرانيا؟

لم يحدد سيبيها بشكل مباشر تفاصيل “السلام الحقيقي” الذي تطمح إليه أوكرانيا، لكن التصريحات السابقة لمسؤولين أوكرانيين تشير إلى أن هذا السلام يتضمن استعادة كامل سيادة أوكرانيا على جميع أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والمناطق التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا. كما يشمل ضمانات أمنية قوية لمنع أي عدوان روسي مستقبلي. هذا الموقف يختلف بشكل كبير عن الدعوات المتزايدة من بعض الأطراف الغربية إلى إجراء مفاوضات تتضمن تنازلات إقليمية لأوكرانيا مقابل إنهاء القتال.

رفض “التهدئة” كخيار استراتيجي

إن رفض أوكرانيا لـ “التهدئة” يعكس قناعتها بأن أي اتفاق جزئي مع روسيا لن يكون مستداماً، بل سيكون مجرد فرصة لروسيا لإعادة تجميع قواها وشن هجوم جديد في المستقبل. ترى أوكرانيا أن التنازل عن أي جزء من أراضيها أو قبول أي حلول وسط لا يضمن سيادتها الكاملة سيكون بمثابة مكافأة للعدوان وتشجيعاً لمزيد من التصعيد.

السياق الإقليمي والدولي

يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه ساحة المعركة الأوكرانية تباطؤاً في وتيرة التقدم الروسي، لكن القتال لا يزال مستمراً بوتيرة عالية. كما يأتي في ظل جهود دبلوماسية مكثفة تهدف إلى إيجاد حل سياسي للصراع، لكن هذه الجهود لم تحقق حتى الآن أي نتائج ملموسة.

  • الدعم الغربي: تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على الدعم العسكري والاقتصادي الغربي لمواصلة قتالها ضد روسيا.
  • المفاوضات المتعثرة: توقفت المفاوضات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ فترة طويلة، ولا توجد حالياً أي آفاق واضحة لاستئنافها.
  • الوضع الإنساني: تدهور الوضع الإنساني في أوكرانيا بشكل كبير بسبب الحرب، مما يزيد من الضغوط على الحكومة الأوكرانية لإيجاد حل سريع للصراع.

تحليل موجز

إن موقف أوكرانيا الثابت تجاه السلام الحقيقي يعكس إصرارها على الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها. في حين أن هذا الموقف قد يجعل من الصعب التوصل إلى حل سريع للصراع، إلا أنه يعكس أيضاً رفض أوكرانيا الاستسلام للعدوان الروسي. من المرجح أن يستمر هذا الموقف في تشكيل مسار الحرب في الأشهر المقبلة، وسيتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة من المجتمع الدولي لإيجاد حل يضمن سلاماً مستداماً في أوكرانيا.

Scroll to Top