تصاعد التوتر في غزة: “الجدول الزمني” لنزع سلاح حماس يثير الشكوك
في ظل تصاعد وتيرة التسريبات الإسرائيلية، تتجه أنظار العالم نحو قطاع غزة، حيث تتشكل ملامح المرحلة المقبلة بشكل متسارع. وبينما تتحدث واشنطن عن “جدول زمني” لنزع سلاح حركة حماس بحلول شهر أبريل القادم، تلوح في الأفق تحديات جمة قد تعيق تحقيق هذا الهدف، وتزيد من تعقيد المشهد الميداني والسياسي.
خطة أمريكية.. وتحديات على الأرض
الخطة الأمريكية، التي تتضمن نزع سلاح حماس، تبدو مرتبطة باستعدادات أولية لانتشار قوات دولية في القطاع اعتبارًا من منتصف شهر يناير. لكن هذا الانتشار، الذي لم تتضح بعد ملامحه النهائية أو الدول المشاركة فيه، يواجه بالفعل معارضة من عدة أطراف، بما في ذلك حماس نفسها التي ترفض بشكل قاطع أي وجود أجنبي في غزة دون موافقتها.
الجدول الزمني المقترح يثير تساؤلات حول الآليات التي سيتم اتباعها لنزع سلاح الحركة، خاصة في ظل عدم وجود رؤية واضحة حول مستقبل القطاع بعد انتهاء العملية العسكرية. هل ستتم عملية نزع السلاح بشكل سلمي، أم ستتطلب تدخلًا عسكريًا إضافيًا؟ وما هو دور السلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد ذلك؟ هذه الأسئلة تبقى بلا إجابات قاطعة حتى الآن.
تسريبات إسرائيلية.. ورؤى متباينة
التسريبات الإسرائيلية المتزايدة حول المرحلة المقبلة تشير إلى أن تل أبيب تسعى إلى تحقيق عدة أهداف، بما في ذلك القضاء على القدرات العسكرية لحماس، وتأمين حدودها، ومنع أي تهديد مستقبلي من القطاع. لكن هذه الأهداف تتصادم مع مخاوف دولية بشأن الوضع الإنساني في غزة، وحقوق الفلسطينيين، واحتمال تصاعد العنف.
- الوضع الإنساني: يواجه سكان غزة أزمة إنسانية حادة، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه والكهرباء.
- المقاومة الفلسطينية: لا تزال حماس قادرة على شن هجمات ضد إسرائيل، مما يثير الشكوك حول إمكانية تحقيق نزع السلاح الكامل.
- الدور الإقليمي: تتدخل قوى إقليمية مختلفة في الصراع، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.
مستقبل غزة.. سيناريوهات محتملة
مع اقتراب موعد “الجدول الزمني” الأمريكي، يزداد التوتر في غزة، وتتزايد المخاوف من اندلاع مواجهة جديدة. هناك عدة سيناريوهات محتملة للمستقبل، بما في ذلك:
- نجاح الخطة الأمريكية: نزع سلاح حماس، وانتشار القوات الدولية، وتحسين الوضع الإنساني.
- فشل الخطة الأمريكية: استمرار القتال، وتصاعد العنف، وتدهور الوضع الإنساني.
- سيناريو هجين: تحقيق بعض التقدم في نزع السلاح، لكن مع استمرار التوتر وعدم الاستقرار.
في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل غزة مجهولاً، ويتطلب جهودًا دولية مكثفة لتهدئة الأوضاع، وإيجاد حل سياسي مستدام يضمن حقوق الفلسطينيين، ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.