“`html
تشهد الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) على تسارع غير مسبوق في وتيرة الاستثمارات العالمية الموجهة نحو تحول الطاقة، حيث سجلت في عام 2024 رقماً قياسياً جديداً بلغ 2.4 تريليون دولار أميركي. هذا الرقم يعكس زيادة بنسبة 20% مقارنة بمتوسط الاستثمارات المسجلة خلال العامين الماضيين، 2022 و 2023، مما يشير إلى تحول جوهري في الأولويات الاقتصادية العالمية نحو مصادر الطاقة المستدامة والنظيفة.
طفرة استثمارية مدفوعة بالتطلعات المناخية
إن هذا الارتفاع اللافت في حجم الاستثمارات يعكس تزايد الوعي العالمي بالتحديات المناخية والحاجة الملحة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. كما يعكس الثقة المتنامية في جدوى وربحية تقنيات الطاقة المتجددة، من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى الهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة. تبنت الحكومات والمؤسسات المالية والشركات الخاصة رؤية مشتركة نحو مستقبل طاقة مستدام، مما أدى إلى ضخ رؤوس أموال ضخمة في هذا القطاع الواعد.
محركات النمو الرئيسية
تتعدد العوامل التي تساهم في هذه الطفرة الاستثمارية، ومن أبرزها:
- السياسات الداعمة: تبنت العديد من الدول سياسات وحوافز مالية وتشريعية لتشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة، مثل الإعفاءات الضريبية، والتعريفات التفضيلية، وأهداف إلزامية للطاقة النظيفة.
- انخفاض التكاليف: شهدت تقنيات الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، انخفاضاً هائلاً في تكاليف الإنتاج والتركيب خلال العقد الماضي، مما جعلها أكثر تنافسية من الوقود الأحفوري.
- الابتكار التكنولوجي: تستمر الأبحاث والتطوير في دفع عجلة الابتكار، مما يؤدي إلى تحسين كفاءة الأنظمة الحالية وتطوير تقنيات جديدة واعدة، مثل البطاريات الأكثر تطوراً وأنظمة إدارة الشبكات الذكية.
- الطلب المتزايد: يزداد الطلب العالمي على الطاقة مع النمو السكاني والاقتصادي، وتسعى الدول إلى تلبية هذا الطلب بطرق مستدامة تقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري المتقلب أسعاره والمضر بالبيئة.
تأثيرات مستقبلية
من المتوقع أن يؤدي هذا الزخم الاستثماري إلى تسريع وتيرة التحول العالمي للطاقة، مع ما يصاحبه من فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية. ستسهم هذه الاستثمارات في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين أمن الطاقة، وتقليل التلوث، ومكافحة تغير المناخ. إن إجمالي 2.4 تريليون دولار أميركي ليس مجرد رقم، بل هو مؤشر قوي على أن العالم يسير بخطى ثابتة نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة وأماناً.
“`